منتديات وملتقى طلاب جامعة الامام جعفر الصادق -ع-

اهلا بالزائر الكريم شرف لنا تسجيلك في ملتقى منتديات طلاب جامعة الامام جعفر الصادق*ع (الاوقات معنا احلى)

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات وملتقى طلاب جامعة الامام جعفر الصادق -ع-

اهلا بالزائر الكريم شرف لنا تسجيلك في ملتقى منتديات طلاب جامعة الامام جعفر الصادق*ع (الاوقات معنا احلى)

منتديات وملتقى طلاب جامعة الامام جعفر الصادق -ع-

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
كلمة الإدارة: السلام عليكم اعضاء منتديات جامعة الامام جعفر الصادق*ع* نتمنى لكم اطيب الاوقات في منتداكم الغالي مع فائق الاحترام والتقدير... إدارة المنتدى

    الحمامات البغدادية ... حكايات من عبق الموروث البغدادي

    دموع
    دموع
    عضو فضي
    عضو فضي


    الجنس : انثى
    تاريخ الميلاد : 04/02/1990
    العمر : 34
    عدد المساهمات : 662
    المزاج : عادي
    نقاط : 1603
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010
    الحمامات البغدادية ... حكايات من عبق الموروث البغدادي  V73Xi-V4bT_217015029
    الحمامات البغدادية ... حكايات من عبق الموروث البغدادي  7HuaU-w0V3_940650085
    الحمامات البغدادية ... حكايات من عبق الموروث البغدادي  NkT6y-t3J5_914049523
    الحمامات البغدادية ... حكايات من عبق الموروث البغدادي  R6S6F-Hop5_739101136
    الحمامات البغدادية ... حكايات من عبق الموروث البغدادي  W1Ei5-Al7x_648868769

    الحمامات البغدادية ... حكايات من عبق الموروث البغدادي  Empty الحمامات البغدادية ... حكايات من عبق الموروث البغدادي

    مُساهمة من طرف دموع الخميس مارس 31, 2011 4:22 am

    الحمامات البغدادية ... حكايات من عبق الموروث البغدادي الحمام.. أو مايعرف بـ(حمام السوق) واحد من ملامح المدينة، حيث أقتصر وجوده عليها ولم تعرفه القرية، لا بل شكل مذاقا خاصا لزوارها وأهلها، وهكذا كان الأمر بالنسبة لمدينة بغداد، حيث شكل الحمام جزءا من صورتها وقاموسا لذكرياتها، أرتبط بالكثير من تقاليدها الاجتماعية.. دكة الحمام منصة لحكايات سرية وعلنية، تحاول أن تطلقها مجلة (الشبكة العراقية) من خلال هذا الملف، ليس فقط لاستدراج ذكريات الحمامات وروادها والعاملين فيها وانما لمحاولة لفت الانتباه الى هذا الجزء الحيوي من خزان ذاكرة المدينة وأهلها، حيث يكاد هذا المعلم الحياتي ينقرض، من دون أي دعم من أحد لاحيائه وأحياء التقاليد والقيم التي تربى عليها البغداديون القدامى، وورثها أجيالهم التي أنهكتها الحروب. الحياة داخل الحمام يحضر المستحم البغدادي أغراضه عند الذهاب الى الحمام ويلفها في (البقجة) وتتضمن ملابسه النظيفة، ومنشفة وصابونة الرقي والليفة والمسواك، وأما المرأة فتحضر هي الأخرى (بقجتها) التي تسمى ( ركيه) وتضع بداخلها حجراً أسود، لتنضيف كعب القدم وملابس ومنشفة ومسحوقين لتنظيف الوجه هما (السبداج وطين خاوة) وأداة لتنظيف الأسنان ويطلقن عليها (عود الديرم) وكيس الحمام المصنوع من القماش وعطر المسك أوالعنبر مع مشط الخشب. الداخل الى الحمام وهو يحمل أغراضه في (البقجة) يجلس على الدكة في المكان الفارغ المخصص، ويضع بقجته في خزانته المحفورة في الحائط وتسمى (رازونة) داخل صالة الضيوف الواسعة التي يتوسطها كرسي مدير الحمام أو صاحبه مع حارس أغراض الزبائن(الناطور) وعامل يناوله قطعة القماش (الوزرة) أو مايسمونه (البشتمان)، الذي يلفه على خاصرته ليستر عورته أثناء نزعه للباسه الداخلي، وغالبا ما كان البغدادي، لايلبس قماش الوزرة الموجود في الحمام، كونها تستخدم كثيرا من قبل الزبائن، فيجلب معه بداخل بقجته ثلاث قطع من القماش منها، التي يتوزر بها، والثانية التي يلقيها على ظهره ويغطي بها صدره حتى خصره، (خاولي) وقطعة أخيرة يلف بها رأسه (كطيفية) ثم يعود اليه العامل ليسلمه نعلين من الخشب (قبقاب) فينتعله ليحميه من أرضية الحمام الساخنة جدا، التي يدخل اليها لاحقا، وهي عبارة عن صالة دائرية واسعة، فضاؤها على شكل قبة وحول جدرانها خانات صغيرة مصممة بطراز أيوانات مكشوفة تتسع لشخص أو أكثر، وضع فيها مقعد للجلوس مصنوع على الأغلب من الخشب (تختة) وبقربه قدر نحاس يوضع فيه الماء وبداخله طاسة نحاسية وبقربه على الجدار مثبت فيه حنفيتان مربوطتان لأنبوبين للماء الحار والبارد، فيما تتوسط أرضية الصالة الدائرية، التي تطل على جميع الخانات الصغيرة، دكة دائرية أو على شكل نجمة بارتفاع متر تقريبا، تتسع لثلاثة أو أربعة أشخاص، ودرجة حرارة سطحها عالية، وتعد أشد مكان سخونة في الحمام، ولذلك أخذت تسميتها من جهنم، وصاروا يسمونها (الجهنمية)، وفور دخوله للصالة، يستلقي عليها المستحم الملفوف على خاصرته (وزارة) ويحاول أن يبقى ممددا على ظهره لأطول فترة ممكنة،ومن له أستطاعة أو قدرة على تحمل حرارة الجهنمية، يبقى مستلقيا لساعة تقريبا، فكلما تعرق جسمه، نظف جلده بواسطة كيس القماش، الذي يستخدمه المستحم، أو ينادي على المدلكجي، ليغلف أصابع أحدى يديه بالكيس، وينظف جسمه، ثم يدلك له في غرفة خاصة للتدليك، فيها دكة مستطيلة يستلقي عليها مرتديا قماشاً (وزارة)، ثم يعود المستحم الى ايوانه ويدهن جسمه بالصابون ولما ينتهي يحمل الطاسة ويطرق بها لعدة مرات على حافة القدر النحاسي أو حنفية الماء، باشارة منه الى العامل، ليجلب له مناشف قطع القماش الثلاث المكونة من غطاء الرأس (كطيفية)، وقماش يتدلى من رقبته حتى خاصرته، (خاولي) مع قطعة يلفها حول خاصرته (وزارة)، وفي الحمامات المشيدة حديثا، وبعد أن ينتهي المستحم من الرشة الأخيرة من الماء على جسمه بواسطة (الدوش) يدق الجرس الكهربائي لمرة أو أكثر ليأتي العامل بالمناشف الثلاث. في أيام العصر الذهبي لرواج الحمامات البغدادية في منتصف القرن الماضي كانت غالبية الحلاقين البغادلة (المتجولين) وهم يحملون عدة الحلاقة في حقائبهم الجلدية، على علاقة حميمة مع حمامات السوق، كانوا يترددون على زبائنهم وأحيانا يتواعدون مع زبائنهم داخل الحمام، ليحلق أحدهم ذقن زبونه أو شعر رأسه، قبل مراحل الاستحمام، ويزداد توافد الحلاقين على الحمامات في نهار الخميس وليلة الجمعة ليستمر حتى يحين موعد صلاة الجمعة عند الغداء، حيث تكتظ الحمامات بالزبائن، وكذلك في أيام أعياد المسلمين والمسيح وبقية الديانات الأخرى، وفي مناسبات الأعراس أيضا، وكذلك في مناسبات الاحتفاء بالمولود الجديد وخصوصا البكر، أوفي يوم ختانه وأما في الأحزان مثل الوفاة، فتستمر طقوسها الى اليوم الثالث، وأحيانا الى اليوم السابع حيث يصحب عدد من كبار المحلة، من المختار والوجهاء والأصدقاء صاحب المصاب متوجهين به الى الحلاق الذي ينتظره في الحمام ويدفعون بدلا تكاليف الاستحمام وحلاقة شعره وذقنه، وكذلك الحال مع المرأة البغدادية التي فقدت زوجها، وترملت، فهي تحزن على زوجها حزنا شديدا لدرجة أنها لاتستحم لمدة أربعين يوما، تعبيرا عن بالغ حزنها على فقدانها لزوجها، فتعصب رأسها بالفوطة وأحيانا بـ(الجرغد) لتنصرف عن الاهتمام بخصال شعرها الطويل وتستغني عن غسله وتمشيطه بمشط الخشب طوال مدة الأربعين، وتركن أثاث بيتها وتفرش البسط و(الدواشك) في باحة (الحوش) لاستقبال تعازي النسوة من قريباتها وجيرانها اللاتي يؤازرنها بمصيبتها وحزنها حتى نهاية يوم الأربعين، ثم يصحبنها الى حمام النساء ليغسلنها.. والمثيرأن الحال يتشابه نوعا ما في مناسبات الاحتفال بالمولود الجديد، التي تكون المرأة الولود فيه في حالة النفاس، فيذهبن بها نسوة المحلة الى الحمام يوم الأربعين. وفي العصر الذهبي لرواج الحمامات، باتت أيضا مهنة بائع الشاي أو مايسمونه (الجايجي) الذي لا ينحصر عمله داخل المقهى وحسب، بل غدا في كل حمام هناك،جايجي، يحضر، الشاي والحامض والدارسين، بحسب طلب المستحم ورغبته، بعدما يستحم وسط أجواء ساخنة الهواء والجدران وأرضية الحمام، وأحيانا ربما يحتمل تعرضه الى حالة من الدوار والاغماء الوقتي نتيجة هبوط في ضغط دمه، فيكون بحاجة الى الجايجي ليسعفه بقدحٍ من الدارسين أو النومي بصرة.. وبانتهاء المرحلة الأخيرة في غرفة التنشيف التي بدأ منها دورة الاستحمام، يلبس ثيابه الجديدة ويدفع أجرة الحمام التي كانت تبلغ (50 فلسا) تقريبا للشخص الواحد أيام خمسينات القرن الماضي(ماعدا أجرة المدلكجي الذي بقي يتقاضى بالتساوي مع أجرة الاستحمام) ثم زادت الى (100 فلس) ايام الستينات وارتفعت الأجرة مع تقدم الوقت حتى تدهورت العملة العراقية أيام الحصار وبلغت نحو(4 آلاف دينار) للشخص الواحد، فيما انخفضت الأجرة في يومنا هذا الى (3 آلاف دينار) ومثلها للمدلكجي أيضا. زفة الحمام وأما ما أعتاد عليه البغداديون في مناسبات أعراس الزواج، فيصحب العريس معه الجيران وأصدقاءه الى الحمام ويستحمون سوية ثم يحضرون فرقة (الجوق الموسيقي) التي تنتظر خروج العريس ويوصلونه جميعهم الى بيته، يرتدون غالبيتهم (الصاية) وغطاء الرأس (العرقجين واليشماغ) الملفوف على الرأس بحسب لباس الزي البغدادي، وفي طريقهم تنطلق الهوسات ثم تبدأ الفرقة الموسيقية بالعزف على أنغام المقام العراقي ثم تليها (البستات البغدادية) وكذلك الحال بالنسبة للعروس ونسوة المحلة اللواتي يمشين خلف الرجال، يرتدين العباءة النسائية، يصفقن على أنغام البستات ثم تصدح حناجرهن، الواحدة تلو الأخرى (بالهلاهل) حتى يرجعن بالعروس الى أهلها والعريس الى أهله ليكملوا مراسيم الأحتفال داخل بيت كل منهما في باحة البيت الحولية، (الحوش). أيام زمان.. فقراء وأغنياء كان البغادلة يستحمون داخل صرايفهم الطينية بطريقة السقاية، التي يمتهنها بائعو الماء (السقاة أو الساقي) حيث يجلبونها من نهر دجلة ويعبأونها في جرار نحاسية أو فخارية كبيرة تحملها ظهور البغال أو الحمير ويتجولون بها بين الأحياء البغدادية في الكرخ والرصافة، وأما الميسورون فيستحمون في بيوتاتهم المطلة (شناشيلها) على ضفة دجلة، وحمامات بيوتهم ترفد مياهها من الآبار المحفورة في باحة (الحوش) أو في بساتينهم المحاذية للنهر في صوبي الكرخ والرصافة، التي تصب فيها مبازل صغيرة للمياه المتدفقة من النهر، ثم أتخذت الآباربعد ذلك بداخل الحمامات البغدادية الفارهة وشيدت فيها خزانات المياه على شكل دائري بعمق أقل من مستوى قامة المستحم واكتست جدرانه وأرضيته الصلبة بالحجر والآجر والطابوق لتتحمل سخونة الحرارة المنبعثة من خندق المشعل المشيد تحتها، حيث كان يوقد بواسطة الفحم لحين ما استحدث النفط الأسود.. وحمامات السوق كانت حكرا على الرجال فقط من دون النساء أيام العصر العباسي، ولما شاع صيتها وراج سوقها صارت بردح من الزمن، تشترك فيها النسوة البغداديات أيضا، فيخصص وقت النهار، من الصباح وحتى الظهر لاستحمام النساء وما بعده من المساء وحتى الليل للرجال، ثم شاع تقسيم أيام الأسبوع وخصص أول ثلاثة أيام منه للنساء وأربعة أيام حتى نهاية الأسبوع للرجال، ثم شيدت فيما بعد حمامات خاصة للنساء، غالبا ما تكون بجوار حمامات الرجال. والذهاب الى الحمام يعتمد بحسب الامكانية المادية لكل فرد، فهناك من يذهبون الى الحمام مرة في الأسبوع وآخرون مرتين أو ثلاث، فيما يكون نصيب الميسورين والتجار والأعيان والوجهاء، الاستحمام يوميا، وتفتح أبواب الحمام من الصباح الباكر حتى ساعة متأخرة من المساء، وبالرغم من تطور الحركة العمرانية التي شهدتها البيوتات البغدادية في العقود الأولى من القرن الماضي، بعد نصب اسالة المياه وبناء الحمام داخل البيت أو الحوش البغدادي، بحيث تكون أرضيته الساخنة على الطريقة ذاتها لحمامات السوق ولكن بشكل مصغر، فهي أرضية مجوفة توقد النيران من تحتها تتوهج من فوهة خط أنبوب متصل بخزان مضغوط ومملوء بالنفط، أو مايسمونه (البريمز) الا أن حمامات السوق للرجال وحتى النساء، بقيت منتعشة بروادها وزبائنها، وصار الكثيرون يرتادون الحمامات بين يوم وآخر وبعضهم يبقى لساعات طويلة في الحمام، يقضي وقت فراغه، وباتت الحمامات وكأنها أحد المراكز الصحية لعلاج آلام المفاصل وأمراض الروماتزم وحالات التشنج العضلي، وصارفي كل حمام عامل خاص يقوم بعلاج مثل هكذا حالات أو يقوم بعملية المساج والتدليك في كل الأحوال، ولذلك عرفه البغداديون باسم (المدلكجي)، وبذلك أصبح المستحم لايستطيع الاستغناء عن المدلكجي،الذي يشغل ركنا حيويا من الحمام، مثلما باتت الحمامات أيضا فصلاً في غاية الأهمية وتعد أحدى فصول الحياة البغدادية بكل طقوسها وعاداتها وتقاليدها، بل غدت وكأنها كرنفالا للبغادلة، وملتقى للتعارف، وجلسات للحوار والمتعة وتبادل أطراف الحديث بعد الاستحمام. أشهر الحمامات المندرسة يذكر وبحسب الباحث التراثي حامد القيسي، صاحب منتدى عشاق بغداد،الذي تحدث عن أشهر الحمامات القديمة المندرسة في جانب الكرخ، منها، حمام (شامي) الذي دخل عليه شارع حيفا وحمام الجسر(ويقصد به الجسر العتيك أو جسر الشهداء) الذي صار مكانه ساحة لوقوف السيارات تابعة لدائرة التقاعد العامة وحمام (أيوب) أو ماأسموه حمام المتيم،الذي مازال بعض من معالمه حاضراً لكنه أهمل. أما القادم من الكرخ الى الرصافة عبر نهر دجلة من جهة جسر الباب المعظم، ثم يتجه يمينا صوب ساحة الميدان وحتى ساحة الرصافي، ففي منطقة الميدان، كان هناك حمام يونس، ويقع على مقربة من مركز شرطة باب المعظم حاليا، وعند سوق (هرج) كان يوجد حمام الباشا الذي لم يبق منه حاليا سوى قبته وحل بديلا عنه بناء المصرف العقاري الذي صار بديلا عنه هو الآخر، دائرة الخزينة المركزية المقابلة لساحة القشلة، ثم يأتي حمام،يقع قرب دائرة البريد، التي كانوا يسمونها البغادلة (التيل خانه) ولذلك سمي بـ(حمام تيل خانه) ويقع مقابل الاعدادية المركزية، القريبة من ساحة الميدان في منطقة القشلة، أما خلف الاعدادية المركزية، فكان هناك حمام قرب المستشفى العسكري، والمستشفى كان يسمى (الخستخانة) وسمي على أسمه، حمام الخستخانة، الذي هدم وحل محله نادي الضباط العسكري وتلك الرقعة تقع بالقرب من بيت الحكمة حاليا، وفي محلة (الحيدر خانه) كان هناك حمام خزيرانة المطل على الطريق الضيق المؤدي الى جامع الحيدر خانه، وباتجاه ساحة الرصافي يقع حمام (الكيجة جيه) وتعني باللغة التركية، صناعة (اللباد) وغلب عليه فيما بعد أسم حمام (كجو) ثم حل مكانه (البنك اللبناني المتحد) الذي أصيب بحادثة حريق العام 1956م، وتحول مكانه الى محال لبيع مختلف أنواع الحقائب التي أصبحت اليوم من أكبر المحال التجارية في العراق لبيع الحقائب المحلية والمستوردة التي تطل على ساحة الأمين، أو ماعرف لاحقا، بساحة الرصافي. وبالقرب من خان مرجان، كان هناك حمام (بنجة علي) والمقصود به (كف علي، أو جف علي) وقد نسبت تسميته هذه الى مقولة، روي عنها، وجود صخرة، كان مطبوعا عليها كف الأمام علي بن أبي طالب (ع)، وصار المكان مسجدا، وبقربه خان وبجوارهما حمام بنجه علي، الذي كان يقع مقابل مدخل سوق الصفافير المطل على شارع الرشيد حاليا، ويذكر أن غالبية رواده المستحمين هم من الصناع وأرباب الحرف اليدوية، وأما عند جسر الشهداء من جانب الرصافة الى اليمين، مرورا بجامع الخفافين وبجوار المدرسة المستنصرية المطلة على نهر دجلة، أتخذ هناك مخزن، شغل حيزا كبيرا من بناية المدرسة المستنصرية، التي صارت خربة نتيجة الغزوات المتتالية على بغداد، فضلا عن فيضانات بغداد المستمرة، واستخدم الخان لخزن البضائع وفندق أيضا لاستراحة المسافرين وصيادي الأسماك القادمين من شمال العراق عبر نهر دجلة بواسطة النقل المائي المعروف باسم (الكفة) قبل أن تعرف الزوارق والبلام البغدادية، ويأخذ أصحاب الخان الذي اطلق عليه(خان الكمرك) أما باجرة نقدية،عرفت في أيام العثمانيين بعملة (قرش، عانه، قران، باره)، أو بطريقة المقايضة بمحصول الحنطة والشعير والشلب والتمر وماشاكل ذلك، فبني حمام أخذت تسميته ذاتها للخان وسمي حمام الكمرك. جلال الحنفي يهجو حمام حيدر ويعارض هدمه ثم يضيف الباحث القيسي موضحا: عند المرور في شارع النهر، قرب المحكمة الشرعية، كان يجاورها حمام (القاضي علي)، مقابل جامع العادلية الكبير حاليا، وظهره يطل على دجلة، وكان يرتاده كبار الموظفين والتجار، لنظافته وثقة في خدماته وتنوعها، ثم يأتي بعده في شارع رأس القرية، حمام حيدر، بالقرب من بيت البانيوس وظهره يطل على دجلة أيضا وهو من أوقاف حيدر الجلبي، من أغنياء بغداد، وصمم على الطراز البغدادي في العصور الماضية التي تعود الى قبل 1000عام تقريبا، وقد هجاه الشيخ المحقق جلال الحنفي في ستينات القرن الماضي، قبل أن يهدم وكان الحنفي من أشد المعارضين لهدمه وقد بذل جهدا مع المعنيين من أجل البقاء عليه، باعتباره يمثل أحد المعالم التراثية، ولكن مساعيه لم تنجح، عندما استحم فيه ذات يوم، ولما خرج منه، قال عنه: رحم الله حيدرا فقد كدت بحمامه أروح قتيلا كان حظي منه الغداة لعمري يرتضي شرحه كلاما طويلا واذا مااستحال في العقل شيء كان تسخين مائه مستحيلا.......... حمامات آيلة الى الاندثار ِهناك حمامات مازال شاخصاً بنيانها، منها ما أهملت وصارت خربة، وأخرى مشرعة أبوابها حتى يومنا هذا بنيت تقريبا قبل أو بعد منتصف القرن الماضي ومازالت حاضرة، منها حمام الملك غازي الذي عرف فيما بعد بحمام الفضل ثم حمام الكفاح، ويجاوره حمام النساء أيضا، ويعود بنائه الى العام 1948م ويقع في مدخل منطقة الفضل التي تسمى (المعدان)، وعند المرور في شارع الفضل بالقرب من ساحة زبيدة، يقع حمام المالح، الذي عرفت من خلاله التسمية الحالية لمحلة حمام المالح، كونه يستقى من ماء بئر مالح، وحاليا خربة تتجمع فيها الأنقاض شبه مهدمة، مثلما بقي شاخصا حتى الآن قرب ساحة السباع حمام عباس التميمي، وسمي أيضا بحمام الهاشمي، نسبة الى تسمية متنزه ياسين الهاشمي (رئيس الوزراء في العهد الملكي) القريب منه وقرب محال الشورجة لبيع العملة الأجنبية وسكائر الجملة، يقع حمام الشورجة، الذي تميز عن بقية حمامات العصرالحديث بطرازه البغدادي المميز، واحتوائه على غرف أو (ايوانات) مغلقة، خاصة للغسل داخل الباحة الداخلية الكبيرة، يستحم فيه غالبية البغادلة من الوجهاء والأعيان من أهالي الرصافة الميسورين وأيضا من تجارالشورجة وخصوصا من الطائفة اليهودية العراقية، ولذلك كان يتمتع المستحم بخدمات تعد من الدرجة الأولى، وعليه فان مبلغ الأجرة التي يدفعها الزبون أو (المعميل) أضعاف الأجرة المتعارف عليها في الحمامات الأخرى، المدفوعة الى العاملين وأبرزهم الحمامجي والمدلكجي والجايجي والوزرجي، ولما يصل زائر منطقة الرصافة بالقرب من الصدرية صوب ساحة النهضة، يرى هناك حمام (السيد) الذي مازالت معالمه العمرانية حاضرة للآن، مثلما بقي شاخصا للآن ويستحم فيه البغادلة، حمام يقع قرب مدرسة أبن الجوزي، ويدعى حمام (الكولاك) وتعود تسميته الى كلمة هندية، مفردها (كوله) وتعني، الحمال، وجمعها كولاك، أي (حمالون)، فيما كان من أبرز حمامات شارع الرشيد، على الجهة المقابلة لمدخل شارع المتنبي، وبقرب مقهى البرج عند منطقة الحيدر خانه، يدعى حمام الرشيد، الذي بقيت أبوابه مشرعة الى وقت قريب. أما أبرز الحمامات المعروفة في الكرادة الشرقية ومازالت أبوابها مشرعة، حمام الحجي مهدي، وآخرفي الأعظمية، قرب (النزيزه) مابين شارع الامام الأعظم وشارع عشرين، عند باعة الأغنام تقريبا، يوجد حمام النعيم، وأما في الكاظمية فهناك العديد من الحمامات التي مازالت أبوابها مفتوحة وأقدمها، حمام الملوكي، قرب سوق (المسكف) المشهور ببيع العباءة الرجالية، ثم بني فيما بعد، مطلع الستينات حمام الجوادين وحمام الدجيلي، وأستحدثت حمامات أخرى في هذه المدينة العريقة. يونس شلبي وموعده الخفي في حمام الدجيلي المدلكجي حسن باجة يتردد على حمام الدجيلي الذي تأسس العام 1962 ويقع قرب سوق المسكف لبيع العباءة الرجالية في مدينة الكاظمية، ويكن الاحترام والامتنان الى صاحب حمام الدجيلي، الأكاديمي أبو أحمد (50 عاما) وقد ورث ادارة الحمام من المرحوم والده، المعروف بسخائه ونبله في مساعدة الآخرين، ويذكر أبو أحمد أن الفنان المرحوم يونس شلبي قد زار حمام الدجيلي يصحبه أحد أصدقائه من العراقيين، وبالرغم من محاولته الحثيثة لزيارة الحمام بصورة خفية، لكن الكظماويين كشفوا أمره وتجمهروا أمام باب الحمام، فاستحم مسرعا وقد التقط أحدهم صورة له مع صاحب الحمام الذي وقف على يمين الراحل يونس شلبي صيف العام 2000.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:29 pm