حكاية كلب اهل الكهف
_________________________________________________-
السلام عليكم ورحمةالله وبركاتهأن أجمل القصص هي القصص القرآنية .. وفي قصص القرآن من العبر أشكال وألوان .. منها ما هو على لسان الإنس .. ومنها ما هو على لسان الجان .. ومنها ياسادة قصص الحيوان ..
وحكايتي لكم .. حكاية مستوحاة من كتاب الله العزيز الحكيم ..
إنها حكاية كلب .. نعم كلب ..
كلب ليس كأي كلب ..
كلب .. دخل التاريخمن أوسع أبوابه ..
كلب .. لن ينساه البشر حتى يوم الدين ..
كلب .. ذكره الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم ..
كلب .. مع نشاطه وحيويته نام أكثر مما نامته كل كلاب الدنيا ..
كلب .. هو الكلب الوحيد الذي سيدخل الجنة ..
إنه قطمير .. وقطمير هو اسم كلب أهل الكهف الذي نام ثلاثمائة وتسع سنين..
"" أنا لا أعرف لماذا يسيء الناس إلى الكلاب وهي مخلوقات الله التي لو أراد أن يخلقها إناساً مثلي ومثلك لفعل ولكنها إرادته سبحانه وتعالى ..""
ولد كلب حكايتنا قبل حوالي سبعةعشر قرن من الزمان في مدينة إسمها أفسوس ..
( وقد إختلفت الأقوال حول مكان وجودهذه المدينة فهناك من قال إنها تقع بالقرب من مدينة أزمير في تركيا حيث يوجد كهف قيل أنه كهف أهل الكهف .. والقول الآخر إنها تقع بالقرب من عمان عاصمة الأردن حيثأيضاً يوجد كهف تشابهت أوصافه مع أوصاف كهف أهل الكهف .. )
عموما المكان ليس هوقصتنا ..
كان أهل مدينة أفسوس هذه من الإمعات وفاقدي الرأي .. وكان يحكمهم ملك عات طاغي من الرومان وكان اسمه ديقيانوس .. كان كافراً بالله ويضطهد المؤمنين .. ويوماً ما ادعى الألوهية وكان يدعو أهل مدينته إلى عبادة الأصنام فمن لم يجيبه قتله .. نعم قطع رأسه ..
أي أن كلب حكايتنا ولد في مدينة كالجحيم .. ملك كافر وأهل مدينة فاقدي العقول فقد خرج اهل المدينة يوماً وهم يصيحون:
- إن عدد الكلاب في أفسوس قد زاد بشكل رهيب ..
- زاد إزعاجهم ونباحهم طوال الليل ..
- أصبحت تأكل من طعامنا
- وتعض أولادنا
- وتنجس معابدنا..
- يجب إعدامهاجميعاً.. نعم يجب القضاء عليها .. وتعالت الأصوات بنعم يجب القضاء على الكلاب ..
وبالفعل خرج الرجال شاهرين سيوفهم يجوبون الشوارع لقتل كل من يقابلهم من الكلاب ولإسكات النباح .. وارتفعت السيوف لتهوي على الكلب فتذبح الصرخة قبل انطلاقها ..
قال كلب حكايتنا: كنت صغيراً وقتها حين دخلوا الخرابة التي كنت أسكنها مع أمي .. وكانت أمي قد أخفتني بين حجرين في الخرابة .. ولما عادت وجدتهاتجري .. تجري .. وأناس يجرون وراءها شاهرين سيوفهم .. وهم يصيحون:
أمسكوها .. أقتلوها .. لا تدعوها تهرب منكم .. أقتلوها ...
وفجأة هوى سيف على ظهر أمي فانكفأت على الأرض متخبطة في دمها وهي تنبح نباحاً ضعيفاً قالت لي فيه: اختبئ جيداً .. إختبئ ياقطمير فقد جن أهل المدينة وخرجوا يقتلون الكلاب.. إختبئ .. إختبئ ..
وسقططت أمي ميتة من آلامها ..
ظل أيها السادة كلب حكايتنا مختبئاً في هذه الخرابة حتى هدأت ثورة أهل هذه المدينة على الكلاب .. شعر بعدها بجوع شديد فقد ماتت من كانت تطعمه .. ووجد أنه مضطر أن يعتمد على نفسه ويبحث عن طعامه .. إنتظر حتى قبل الغروب وخرج متلصصاً خشية أن يراه أحد ويقتله فهو لا يأمن لأهل هذه المدينة .. حتى وصل إلى خرابة مجاورة .. أخذ يشمشم لعله يجد ما يطعمه ..
وإذا به يلاحظ دخول رجل من الرعاة يلجأ بأغنامه إلى هذه الخرابة .. يترك الأغنام في ركن منها ويأخذ ركناآخر .. ويرفع يديه إلى السماء ويصلي .. بعد أن أنهى الراعي صلاته شعر بوجود الكلب الصغير فابتسم له ومد يده إليه بقطعة من طعامه : خذ .. خذ لا تخف هذا رزقك من خالقك العظيم الذي لا ينسى مخلوقاته..
اندهش الكلب من كلمات الراعي وحنان قلبه .. فأهل المدينة يقتلون الكلاب .. وهذا الرجل يعطف عليه ويعطيه من طعامه !!
إنه رجل مختلف عن أهل المدينة .. قال الكلب لنفسه .. إنه بالتأكيد رجل صالح ويؤمن بالله ..
(صلوا على النبي المختار .. )
اللهم صلي وسلم على المصطفى
قرر أيها السادة الكرام كلب حكايتنا "قطمير" لحظتها أن يتبع هذا الرجل ويحرسه وينبح له ويحمي غنمه .. وبالفعل ظل الكلب يتبع هذاالراعي أياماً وشهوراً حتى اكتمل نضجه ..
وتمر الأيام والأيام .. ويوما ما حدث ما لم يكن في الحسبان .. فقد أطلق الملك أتباعه وجواسيسه في كل مكان من المدينة لمراقبةالناس وإخباره بمن يسجد لآلهته ومن لا يسجد.. وكان من حظ الراعي التعيس أن أحدأتباع الملك كان يراقبه في الخفاء .. جاء وأمسك بالراعي وأخذه إلى الملك
.. يامولاي إنني راقبت هذا الراعي ووجدته لا يسجد لآلهتك..
هنا ثار الملك ورفع سيفه : أجننت أيها الرجل .. ألا تعرف أن هذه مملكتي وأنا الذي يحدد الإله الذييُعبد فيها .. ومن لا يسجد للأصنام سيكون حد السيف هو جزاؤه وستقطع رقبته ..
قال الراعي: .. اعذرني يا مولاي فلم أر آلهتك ..
.. هذه آخر فرصة لك .. إن لم تسجد لآلهتي مرة أخرى ستكون هذه نهايتك..
أدرك الكلب أن الراعي في خطر شديد .. وازدادت قناعته بالخطر عندما حل الليل ووجد الراعي يتسلل من بيته في الظلام ومشى حتى وصل إلى جبل قريب والكلب يتبعه ويحرسه .. فجأة تقابل الراعي مع مجموعة من الرجال كانت وجوههم أشبه بوجوه الملوك أو الوزراء.. اقترب الكلب وأطرق أذنيه ليستمع إلى حديثهم .. فهم من الحديث أنهم مجموعة من وزراء الملك آمنوا بالله وتركوا كل متاع الدنيا وهربوا خوفاً من بطش الملك .. سار بهم الراعي نحو كهف قال لهم إنه يعرفه جيداً واسمه الوصيد .. وأنهم يستطيعون الاختباء فيه من مطاردة الملك وأتباعه ..
تبعهم الكلب .. في البداية خشي الرجال أن يفضحهم الكلب بنباحه فألقوا عليهبالحجارة ولكنهم وجدوا إصرارا غريباً من الكلب على تتبعهم مما جعلهم يدركون أن الله ربما قد أرسله لهم ليحرسهم من عدوهم ..
ولما وصلوا إلى الكهف أمر الراعي الكلب أن يجلس على باب الكهف ليحرسهم وينبح إذا اقترب منهم أحد ..
كانت هذه هي أول مهمة رسمية يكلفه بها صاحبه .. وأراد أن يثبت وفاءه ..
بسط ذراعيه واتخذ وضعالحراسة .. أغمض عيناً وفتح عيناً وهو يفكر كيف يثبت لهؤلاء المؤمنين أنه قادر على حراستهم .. فجأة شعر الكلب أن النوم قد غلبه .. وجد عينه المفتوحة تنغلق من تلقاءنفسها .. تلاشت كل قدراته على اليقظة .. راح في نوم عميق.....
......
استيقظ الكلب أول واحد .. وجد نفسه ميتاً من الجوع .. وجد شعره قد نما بشكل غير طبيعي .. ظن أول الأمر أنه ربما نام اسبوعاً أو اسبوعين .. نبح الكلب ليوقظ أصحابه .. فلمارآهم كاد أن يغمى عليه من الرعب .. فقد طالت لحاهم حتى طالت أقدامهم .. كان شعرهم يسترسل وراء ظهورهم ويجرجر على الأرض .. كان الكلب يرتجف من الرعب لمنظرهم .. فكرفي الفرار منهم لكنه وجد رائحتهم كما هي لم تتغير .. نظر كل واحد منهم للآخر غيرمصدق لما يراه.. قال أحدهم ربما نمنا يوماً أو بعض يوم وقال آخر الله أعلم بمالبثنا .. شعروا بالجوع فقرروا أن يرسلوا أحدهم بنقودهم إلى المدينة ليشتري لهم طعاما .. وقع الإختيار على الراعي على أن يتنكر جيداً حتى لا يعرفه أهل المدينةفيقتلوهم أو يردوهم في دينهم .. خرج الكلب يتبع صاحبه ..
وكانت المفاجأة .. فقدرأى مدينة غير التي يعرفها .. البيوت غير البيوت .. الخرائب تحولت إلى قصور والقصورتحولت إلى خرائب .. والناس غير الناس الذين يعرفهم .. والملابس غير التي كان يرتديها .. حتى اللغة تغيرت .. إلتف الناس حولهم قائلين في دهشة .. هذا سائح جديد .. انظروا إلى ملابسه ولحيته التي طالت الأرض .. انظروا إلى كلبه هو الآخر وشعرهالطويل .. راحت الكلاب تنبح حولنا كأن ألف شيطان يطاردها ... وعندما دخلنا إلى المطعم ليشتري صاحبي الطعام لم يكد البائع يرى عملة الراعي حتى صرخ .. عملة أثرية .. عملة أثرية .. من أين أتيت أيها الرجل بهذه العملة .. هل عثرت على كنز.. والتفا لناس حولنا حتى وصل أمرنا إلى ملك تلك المدينة وكان مؤمناً فطلب إحضارنا..
.. من أنت ايها الرجل ومن أين أتيت ..
فأخبره الراعي بالحكاية كاملة .. وجد الراعي الدهشة في النهاية على وجوه الجميع .. سألهم : سمعتم قصتي .. إخبروني كم لبثنا فيهذا الكهف .. وكانت الإجابة ثلاثمائة وتسع سنين .. أهلك الله عز وجل فيها ديقيانوس الملك وجميع أهل مملكته .. ذهب ذلك الزمان وجاء زمان آخر وقوم آخرون .. صار هؤلاءالمؤمنين آية للناس .. صار كلب حكايتنا .. قطمير .. صار آية من آيات الله عز وجل..
هذه حكاية كلب أهل الكهف .. الكلب الذي نام سنوات وسنوات ..واستيقظ وكأنما نام سويعات سويعات .. إنها قدرة الله تعالى الذي يحيي ويميت ..
والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته ولا تنسونا من دعائكم منقووول
size=18][/size]
_________________________________________________-
السلام عليكم ورحمةالله وبركاتهأن أجمل القصص هي القصص القرآنية .. وفي قصص القرآن من العبر أشكال وألوان .. منها ما هو على لسان الإنس .. ومنها ما هو على لسان الجان .. ومنها ياسادة قصص الحيوان ..
وحكايتي لكم .. حكاية مستوحاة من كتاب الله العزيز الحكيم ..
إنها حكاية كلب .. نعم كلب ..
كلب ليس كأي كلب ..
كلب .. دخل التاريخمن أوسع أبوابه ..
كلب .. لن ينساه البشر حتى يوم الدين ..
كلب .. ذكره الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم ..
كلب .. مع نشاطه وحيويته نام أكثر مما نامته كل كلاب الدنيا ..
كلب .. هو الكلب الوحيد الذي سيدخل الجنة ..
إنه قطمير .. وقطمير هو اسم كلب أهل الكهف الذي نام ثلاثمائة وتسع سنين..
"" أنا لا أعرف لماذا يسيء الناس إلى الكلاب وهي مخلوقات الله التي لو أراد أن يخلقها إناساً مثلي ومثلك لفعل ولكنها إرادته سبحانه وتعالى ..""
ولد كلب حكايتنا قبل حوالي سبعةعشر قرن من الزمان في مدينة إسمها أفسوس ..
( وقد إختلفت الأقوال حول مكان وجودهذه المدينة فهناك من قال إنها تقع بالقرب من مدينة أزمير في تركيا حيث يوجد كهف قيل أنه كهف أهل الكهف .. والقول الآخر إنها تقع بالقرب من عمان عاصمة الأردن حيثأيضاً يوجد كهف تشابهت أوصافه مع أوصاف كهف أهل الكهف .. )
عموما المكان ليس هوقصتنا ..
كان أهل مدينة أفسوس هذه من الإمعات وفاقدي الرأي .. وكان يحكمهم ملك عات طاغي من الرومان وكان اسمه ديقيانوس .. كان كافراً بالله ويضطهد المؤمنين .. ويوماً ما ادعى الألوهية وكان يدعو أهل مدينته إلى عبادة الأصنام فمن لم يجيبه قتله .. نعم قطع رأسه ..
أي أن كلب حكايتنا ولد في مدينة كالجحيم .. ملك كافر وأهل مدينة فاقدي العقول فقد خرج اهل المدينة يوماً وهم يصيحون:
- إن عدد الكلاب في أفسوس قد زاد بشكل رهيب ..
- زاد إزعاجهم ونباحهم طوال الليل ..
- أصبحت تأكل من طعامنا
- وتعض أولادنا
- وتنجس معابدنا..
- يجب إعدامهاجميعاً.. نعم يجب القضاء عليها .. وتعالت الأصوات بنعم يجب القضاء على الكلاب ..
وبالفعل خرج الرجال شاهرين سيوفهم يجوبون الشوارع لقتل كل من يقابلهم من الكلاب ولإسكات النباح .. وارتفعت السيوف لتهوي على الكلب فتذبح الصرخة قبل انطلاقها ..
قال كلب حكايتنا: كنت صغيراً وقتها حين دخلوا الخرابة التي كنت أسكنها مع أمي .. وكانت أمي قد أخفتني بين حجرين في الخرابة .. ولما عادت وجدتهاتجري .. تجري .. وأناس يجرون وراءها شاهرين سيوفهم .. وهم يصيحون:
أمسكوها .. أقتلوها .. لا تدعوها تهرب منكم .. أقتلوها ...
وفجأة هوى سيف على ظهر أمي فانكفأت على الأرض متخبطة في دمها وهي تنبح نباحاً ضعيفاً قالت لي فيه: اختبئ جيداً .. إختبئ ياقطمير فقد جن أهل المدينة وخرجوا يقتلون الكلاب.. إختبئ .. إختبئ ..
وسقططت أمي ميتة من آلامها ..
ظل أيها السادة كلب حكايتنا مختبئاً في هذه الخرابة حتى هدأت ثورة أهل هذه المدينة على الكلاب .. شعر بعدها بجوع شديد فقد ماتت من كانت تطعمه .. ووجد أنه مضطر أن يعتمد على نفسه ويبحث عن طعامه .. إنتظر حتى قبل الغروب وخرج متلصصاً خشية أن يراه أحد ويقتله فهو لا يأمن لأهل هذه المدينة .. حتى وصل إلى خرابة مجاورة .. أخذ يشمشم لعله يجد ما يطعمه ..
وإذا به يلاحظ دخول رجل من الرعاة يلجأ بأغنامه إلى هذه الخرابة .. يترك الأغنام في ركن منها ويأخذ ركناآخر .. ويرفع يديه إلى السماء ويصلي .. بعد أن أنهى الراعي صلاته شعر بوجود الكلب الصغير فابتسم له ومد يده إليه بقطعة من طعامه : خذ .. خذ لا تخف هذا رزقك من خالقك العظيم الذي لا ينسى مخلوقاته..
اندهش الكلب من كلمات الراعي وحنان قلبه .. فأهل المدينة يقتلون الكلاب .. وهذا الرجل يعطف عليه ويعطيه من طعامه !!
إنه رجل مختلف عن أهل المدينة .. قال الكلب لنفسه .. إنه بالتأكيد رجل صالح ويؤمن بالله ..
(صلوا على النبي المختار .. )
اللهم صلي وسلم على المصطفى
قرر أيها السادة الكرام كلب حكايتنا "قطمير" لحظتها أن يتبع هذا الرجل ويحرسه وينبح له ويحمي غنمه .. وبالفعل ظل الكلب يتبع هذاالراعي أياماً وشهوراً حتى اكتمل نضجه ..
وتمر الأيام والأيام .. ويوما ما حدث ما لم يكن في الحسبان .. فقد أطلق الملك أتباعه وجواسيسه في كل مكان من المدينة لمراقبةالناس وإخباره بمن يسجد لآلهته ومن لا يسجد.. وكان من حظ الراعي التعيس أن أحدأتباع الملك كان يراقبه في الخفاء .. جاء وأمسك بالراعي وأخذه إلى الملك
.. يامولاي إنني راقبت هذا الراعي ووجدته لا يسجد لآلهتك..
هنا ثار الملك ورفع سيفه : أجننت أيها الرجل .. ألا تعرف أن هذه مملكتي وأنا الذي يحدد الإله الذييُعبد فيها .. ومن لا يسجد للأصنام سيكون حد السيف هو جزاؤه وستقطع رقبته ..
قال الراعي: .. اعذرني يا مولاي فلم أر آلهتك ..
.. هذه آخر فرصة لك .. إن لم تسجد لآلهتي مرة أخرى ستكون هذه نهايتك..
أدرك الكلب أن الراعي في خطر شديد .. وازدادت قناعته بالخطر عندما حل الليل ووجد الراعي يتسلل من بيته في الظلام ومشى حتى وصل إلى جبل قريب والكلب يتبعه ويحرسه .. فجأة تقابل الراعي مع مجموعة من الرجال كانت وجوههم أشبه بوجوه الملوك أو الوزراء.. اقترب الكلب وأطرق أذنيه ليستمع إلى حديثهم .. فهم من الحديث أنهم مجموعة من وزراء الملك آمنوا بالله وتركوا كل متاع الدنيا وهربوا خوفاً من بطش الملك .. سار بهم الراعي نحو كهف قال لهم إنه يعرفه جيداً واسمه الوصيد .. وأنهم يستطيعون الاختباء فيه من مطاردة الملك وأتباعه ..
تبعهم الكلب .. في البداية خشي الرجال أن يفضحهم الكلب بنباحه فألقوا عليهبالحجارة ولكنهم وجدوا إصرارا غريباً من الكلب على تتبعهم مما جعلهم يدركون أن الله ربما قد أرسله لهم ليحرسهم من عدوهم ..
ولما وصلوا إلى الكهف أمر الراعي الكلب أن يجلس على باب الكهف ليحرسهم وينبح إذا اقترب منهم أحد ..
كانت هذه هي أول مهمة رسمية يكلفه بها صاحبه .. وأراد أن يثبت وفاءه ..
بسط ذراعيه واتخذ وضعالحراسة .. أغمض عيناً وفتح عيناً وهو يفكر كيف يثبت لهؤلاء المؤمنين أنه قادر على حراستهم .. فجأة شعر الكلب أن النوم قد غلبه .. وجد عينه المفتوحة تنغلق من تلقاءنفسها .. تلاشت كل قدراته على اليقظة .. راح في نوم عميق.....
......
استيقظ الكلب أول واحد .. وجد نفسه ميتاً من الجوع .. وجد شعره قد نما بشكل غير طبيعي .. ظن أول الأمر أنه ربما نام اسبوعاً أو اسبوعين .. نبح الكلب ليوقظ أصحابه .. فلمارآهم كاد أن يغمى عليه من الرعب .. فقد طالت لحاهم حتى طالت أقدامهم .. كان شعرهم يسترسل وراء ظهورهم ويجرجر على الأرض .. كان الكلب يرتجف من الرعب لمنظرهم .. فكرفي الفرار منهم لكنه وجد رائحتهم كما هي لم تتغير .. نظر كل واحد منهم للآخر غيرمصدق لما يراه.. قال أحدهم ربما نمنا يوماً أو بعض يوم وقال آخر الله أعلم بمالبثنا .. شعروا بالجوع فقرروا أن يرسلوا أحدهم بنقودهم إلى المدينة ليشتري لهم طعاما .. وقع الإختيار على الراعي على أن يتنكر جيداً حتى لا يعرفه أهل المدينةفيقتلوهم أو يردوهم في دينهم .. خرج الكلب يتبع صاحبه ..
وكانت المفاجأة .. فقدرأى مدينة غير التي يعرفها .. البيوت غير البيوت .. الخرائب تحولت إلى قصور والقصورتحولت إلى خرائب .. والناس غير الناس الذين يعرفهم .. والملابس غير التي كان يرتديها .. حتى اللغة تغيرت .. إلتف الناس حولهم قائلين في دهشة .. هذا سائح جديد .. انظروا إلى ملابسه ولحيته التي طالت الأرض .. انظروا إلى كلبه هو الآخر وشعرهالطويل .. راحت الكلاب تنبح حولنا كأن ألف شيطان يطاردها ... وعندما دخلنا إلى المطعم ليشتري صاحبي الطعام لم يكد البائع يرى عملة الراعي حتى صرخ .. عملة أثرية .. عملة أثرية .. من أين أتيت أيها الرجل بهذه العملة .. هل عثرت على كنز.. والتفا لناس حولنا حتى وصل أمرنا إلى ملك تلك المدينة وكان مؤمناً فطلب إحضارنا..
.. من أنت ايها الرجل ومن أين أتيت ..
فأخبره الراعي بالحكاية كاملة .. وجد الراعي الدهشة في النهاية على وجوه الجميع .. سألهم : سمعتم قصتي .. إخبروني كم لبثنا فيهذا الكهف .. وكانت الإجابة ثلاثمائة وتسع سنين .. أهلك الله عز وجل فيها ديقيانوس الملك وجميع أهل مملكته .. ذهب ذلك الزمان وجاء زمان آخر وقوم آخرون .. صار هؤلاءالمؤمنين آية للناس .. صار كلب حكايتنا .. قطمير .. صار آية من آيات الله عز وجل..
هذه حكاية كلب أهل الكهف .. الكلب الذي نام سنوات وسنوات ..واستيقظ وكأنما نام سويعات سويعات .. إنها قدرة الله تعالى الذي يحيي ويميت ..
والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته ولا تنسونا من دعائكم منقووول
size=18][/size]