وعجل فرجهم وألعن عدوهم في الدنيا والآخرة يا الله
أحبتي موضوعي بأختصار هوقصة عنوانها (سترتهم ولم يستروني) حدثت مع
والباقي تلكاه بالقصة
خفت ضوء الغرفة إلا من مصباح أحمر اللون يبعث خيوطه الناعمة لتصدم بجدران الغرفة وأثاثها معطيتاً لكل لون مهما أختلف بلونه لونٌ حمراوي التوحد حتى ثوب أحمد الأبيض أنعكس عليه لون المصباح وهو واقف قبالة الشباك تخترق عيناه ما بعد النافذة وكأنه يستجر ذكرياته الموغلة في البعد أطلق تنهيدة ثم مسح لحيته الناعمة بكف راحته وكأنه تهيأ لعبور خزين ذكرياته مع هذه النافذة .
كهذه الوقفة التي طالما عشقها وقف كثيراً يتأمل نافذة جيارنه وهو يحدث نفسه قائلاً .
- ستظهر الآن سأراها
لكن شي ضميريّ المنحى يوقف تسلل عيونه إلى النافذة حين يشعر أنها ستظهر ليغيير وضعه معطياً ظهرة للنافذة ويبقى مكبوت الحزن أو ألم الفراق كما يحب تسميته . وبعد زمنٍ ليس بالقصير واتته فكرة الأتصال بها محدثاً نفسه . لم آرى لها طيفاً يهز جنبات الرجال ولم أسمع عنها إلا كل خير ترى كيف تكون أهي جميلة حد الخبل أم شكلها ينفرها حتى من الأفصاح عن وجهها حين الخروج حجابها أهو تقوى أم أخفاء لقبائح هي تظنها في شكلها ترى وترى وترى تسائلاتٌ عدة هاجت في بحر خيالة لكنه توقف برهة مع نسفة وأخرج لوح سباته ثم رفع سماعة الهاتف ضاغطاً على أزراره ليرن ويرن قلبه معه وفجأة جاء صوتٌ ملائكي النشوة قائلاً
- ألو
ذهل ما عساه يقول وأي شي يذكر
وظل الصوت يكرر كلمة ألو ألو الو
عندها أستجمع ما تبقى من بيانه ليقول
- السلام عليكم
رد الصوت الأنثوي التحية بكل أحترام
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته من المتصل
رد بعفوية قائلاً
- أنا أحمد جاركم
- أهلاً أحمد تفضل هل من شي
- بلى أنـ أنا أنا
- ما أنت تكلم
صمت قليلاً ثم قال
- حقيقة أريد الزواج بكِ إن لم يكن لديكِ مانع
صمت وصمتت ودارة حلقة مفرغة وكأنها دامت الدهر كلة حبات العرق تنصب من وجه أحمد وهو يفور خوفاً ورعباً ود لو أنه لم يتحدث أليها ود لو أن الأرض أنشقت وأبتلعته جال بعينيه لتصطدم بنافذتها ليراها ترقبه وبسرعة البرق جفل مستديراً ثم جاء صوتها قائلاً
- منذ فترة ألاحظك وأنت ترقب نافذتي وقد تسائلت كثيراً ما عساه يريد لكن كل تساؤلاتي ذهبت بعد قولك هذا
صمتت قليلاً ثم أستدركت قائلة
-والآن يجب أن تعرف حقيقة أنت جاهلها عني
رد بخوف قائلاٍ
- وما هي
- أنا لست فتاةً نظيفة لقد عرفت من الشباب الكثير الكثير وخرجت مع هذا ومع ذاك بلا واعزٍ ولا خجل لكن الآن هداني ربي للطريق القويم والحمد لله
صمتت قليلاً ثم أردفت قائلة
- أنا بنظر أهلي والناس لا زلت فتاة إلا أن الحقيقة أنا ثيب بسبب أخطائي الماضية . والآن بعد أن عرفت حقيقتي هل لا زلت ترغب الزواج بي .؟
قال أحمد وهو يستجمع قواه
- أي والله إن كنت لله تائبة أريدك زوجة لي تحفظني في الدنيا والآخرة
وهكذا مرت الأيام لتتمخض بزواجه منها ليكتشف أن ما ذكرته عن ماضيها لا أساس له من الصحة وما ذكرته إلا لأختباره ويأتي الزواج بثمرتين طفلين كما الورد حتى مرت أربع سنواتٍ هي كالشهد بينهما وطفليهما ليرن الهاتف معلناً أفول السعادة التي ظنها ستدوم وبتلقائية رفع السماعة قائلاً
- ألو تفضلوا
جاء صوت أنثوي قائلاً
- هل أنت الأخ أحمد
- نعم من المتكلم
- فاعلة خير . أريد أن أبلغك أن زوجتك إمرأة سوء ولدي الأدلة على ما أقول وسأبعثها لأهلها
غضب أحمد صارخاً بقوله
- أنتِ فاعلة شر
أغلق الهاتف بوجهها وهو يلعن هكذا نفوس خبيثة تأبى أن يتمرغ الخاطئ بتوبةٍ نصوح وهو ينهل من مغفرة ربة كان متأكداً أن المتصلة تعرفهم أو تعرف زوجته لكن الحسد والغيرة أولدة في رأسها هذه الفكرة النجسة فهدأ من روعة ثم أخذ طفله البكر يداعبه وهو يتمرغ به على الأرض لينتقل به إلى عالمٍ طفولي الملامح حتى فقد الأحساس بالوقت ليصحو على قرع الباب بقوة نهض متعجباً من هذا الطرق مشى بخفة لفتح الباب وإذا الطارق شقيق زوجته بدا على ملامحه الغضب وهو يحمل بيده مسدس ليقول موجهاً كلامة لشقيقته
- يا شقيه ألم تقولي بالتوبة
صفعها بقوة لتلتصق بالأرض لشدة الضربة ثم مد المسدس ناحية أحمد وهو يقول
- خذ المسدس وأغسل عارك وعارنا أقتلها
أنبهر أحمد مدهوشاً المنظر أكبر من أن يُطاق أو يُحتمل فصرخ قائلاً
- ليس من حقك ضربها وأنا زوجها وأن فعلت ما فعلت فهذا شي مضى وقد تابت
رد الشقيق الغاضب
- أقتلها أو دعني أنا من يقتلها
رد أحمد قائلاً
- لا والله هي زوجتي وقد عاهدتها على حمايتها حتى مماتي وما وصلك عنها ما هو إلا أفتراء وكذب
حين سمع الشقيق هذا الكلام عبس وجهه وخرج صافقاً الباب بقوة عتية . أنحنى أحمد على زوجتة مساعداً أياها للنهوض ثم مسح دمعها بيده ليقول
- زوجتي الغالية لا يهمنكِ سفسطة هؤلاءِ فأنا حسبك وحبيبك ولا أرضى لكِ إلا كل الخير
وظل يهدئها حتى تبسمت لتحمد ألله على نعمته بهكذا زوجٍ صالح ناما وبينهما طفليهما كلٌ منهما أحتظن طفل ناما قريري العين وبعد برهة من نومهم سمع أحمد شخيراً متحشرج جفل ليرى ما لا قلب يقوى على رؤياه زوجته وطفليه مذبوحين والدم يشخب منهم وشقيق زوجته يصرخ قائلاً
- الآن غسلت عاري
ثم ولى هارباً تاركاً أحمد مصعوقاً مذهولاً وهو يصرخ قائلاً
- سترتهم ولم يستروني سترتهم ولم يستروني
حينها أحس بهزٍ عنيف يهز جسدة وصوت زوجته تقول أحمد أستيقظ
كان مجرد حلم أرعن
ــــ
من أزرار الكيبورد لكم مباشرة
من واقعنا المر
تقبلوا تحيتي العطرة للجميع.....