بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن عدوهم
المَرأة البنت
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن عدوهم
المَرأة البنت
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «نعم الولد البنات ملطفات مجهزات مؤنسات» هذا هو التقريظ النبوي المقدس للبنت وهذه هي فكرة الإسلام عن الوليدة وعن أهميتها في الوجود.
وقد يعتبر هذا الحديث طبيعياً في مثل هذا العصر وبعد أن ركز الإسلام للمرأة كيانها الخاص وبعد أن عمت فكرة الإسلام عن كون البنت والولد في ميزان واحد. ولكن هذا الحديث جاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله في عصر كانت العوائد الجاهلية فيه مستحكمة وكانت البنت فيه موؤدة خوفاً من عار بقائها في الحياة. وكان من أسباب عار الرجل أن يكون أبا بنات حتى أن أعداء رسول الله (صلى الله عليه وآله) كانوا يجعلون من أبوة رسول الله للبنات سبيلاً إلى الاستهزاء والسخرية. وقد جاء في
{102}
الروايات أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بشر بإبنته فنظر الى وجوه أصحابه فرأى الكراهة فيهم فقال: مالكم؟!.. ريحانة أشمها ورزقها على الله عزّ وجلّ.
وهكذا نرى أن الإسلام أرتفع بالبنت الموؤدة الى ريحانة وإلى خير الولد. وقد روي عن رسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله) أنه قال: إن الله تبارك وتعالى أرقّ على الإناث منه على الذكور وما من رجل يدخل فرحة على أمرأة بينه وبينها قرابة إلاّ فرَّحه الله يوم القيامة.
وهكذا وعلى هذا النحو غرس الإسلام في صدور المسلمين حب البنات وأفهمهم أنها فلذة لهم مثلها في ذلك مثل الولد سواء بسواء. وجاء في الروايات أنه ولد لرجل من أصحاب الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) جارية فدخل على أبي عبد الله فرآه مسخطاً فقال له: أرأيت لو أوحى الله إليك أن أختار لك أو تختار أنت لنفسك ما كنت تقول؟ قال: كنت قول يا رب تختار لي. قال: فإن الله عزّ وجلّ قد اختار لك. ثمّ قال: إن الغلام الذي قتله العالمُ الذي كان مع موسى وهو قول الله عزّ وجلّ، (فأردنا أن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خيراً منه زكاة وأقرب رحماً)
{103}
الكهف / 81، أبدلهما الله عزّ وجلّ بجارية ولدت سبعين نبياً.
وقد روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أيضاً أن رجلاً تزوج بالمدينة فلما جاءه سأله أبو عبد الله كيف رأيت؟ فقال: ما رأى رجل من خير من إمرأة إلاّ وقد رأيته فيها، ولكن خانتني. فقال: ما هو؟ قال: ولدت جارية. فقال أبو عبد الله(عليه السلام): لعلك كرهتها، إن الله عزّ وجلّ يقول:(آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعاً). النساء / 11. وهذه الرواية تدلنا على المهمة العسيرة التي واجهت الإسلام في مطلعه الأول عندما ركز للبنت مقاماً معترفاً به شرعياً ورسمياً وعاطفياً. فبعد مضي حوالي القرن نرى أن هذا الرجل يعتبر أن زوجته قد خانته لأنها ولدت له جارية، وهذا هو السبب في كثرة الروايات التي وردت عن النبي يحبب فيها البنت ويقربها إلى القلوب ويجعلها ريحانة ونعم الولد.
أرجو أن الموضوع نال الأعجاب
بالصورة الجيدة
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على خير الخلق محمد وآله أجمعين..
والله ولي التوفيق...