وعجل فرجهم وألعن عدوهم في الدنيا والآخرة
يظهر جلياً ان الدين بحسب الاصطلاح يتألف من قسمين رئيسين:
1- العقيدة او العقائد التي تمثل الاساس والقاعدة وتسمى الاصول.
2- التعاليم والاحكام العملية الملائمة لذلك الاساس او الاسس العقائدية والمنبثقة في واقعها من تلك الاسس.
كما استخدمها ايضاَ علماء المسلمين.
الرؤية الكونية عبارة عن مجموعة من المعتقدات والنظرات الكونية المتناسقة حول الكون والانسان بل حول الوجود بصورة عامة.
الايديولوجية عبارة عن مجموعة من الاراء الكلية المتناسقة حول سلوك الانسان وافعاله.
وعلى ضوء هذين المعنيين وبملاحظة ما تقدم من معنى الاصول والفروع يمكن ان يعتبر النظام العقائدي والاصولي لكل دين هو رؤيته الشاملة ونظام احكامه العملية الكلية هو ايديولوجيته وبذلك يمكن تطبيقها على اصول الدين وفروعه ولكن يلزم التأكيد على أن مصطلح الايديولوجية لايشمل الاحكام الجزئية كما ان مصطلح الرؤية الكونية لا يشمل المعتقدات الجزئية. مخطط 1- ب.
هنالك الكثير من انواع الرؤى الكونية التي يمكن تقسيمها جميعاً على اساس الايمان بما وراء الطبيعة وانكاره الى قسمين جامعين:
1- الرؤية الكونية الالهية (تؤمن بوجود خالق منسوب الى ما وراء الطبيعة).
2- الرؤية الكونية المادية (لا تؤمن بوجود خالق منسوب الى ما وراء الطبيعة).
وكان يطلق في الازمنة السابقة على من يتبنى الرؤية الكونية المادية اسم (الطبيعي) و(الدهري) واحياناً (الزنديق) و(الملحد) واما في عصرنا فيطلق عليه (المادي).
و اتضح مما سبق ايضاً أن مجال الرؤية الكونية لا يتحدد بحدود المعتقدات الدينية لان كلمة (الرؤية الكونية) شاملة للمعتقدات الالحادية والمادية كما أن كلمة الايديولوجية لاتختص بالاحكام والتعاليم الدينية فحسب. راجع مخطط 1- أ و 1- ب.
الاديان السماوية واصولها
اختلف علماء الاديان والاجتماع ومعرفة الامم والاجناس في تفسير نشأة الاديان المختلفة اما الرأي الاسلامي المستفاد من المصادر الاسلامية في هذا المجال فهو: ان الدين ولد مع الانسان على البسيطة إذ أن الانسان الاول على الارض وهو ادم (عليه السلام) كان نبي الله وداعياً للتوحيد وأما الاديان المشركة وجدت نتيجة التحريفات والتشويهات والعمل بالاهواء والاذواق والمطامع الفردية والجماعية.
الاديان التوحيدية تشترك في ثلاثة اصول كلية: الايمان بالله الواحد والايمان بالحياة الابدية لكل إنسان في عالم الاخرة ونيل الجزاء على الاعمال التي مارسها في الحياة الدنيوية والايمان ببعثة الانبياء والرسل المبعوثين من الله تعالى لهداية الناس لما فيه كمالهم النهائي وسعادتهم في الدنيا والاخرة.
وهذه الاصول الثلاثة تمثل في واقعها الاجوبة الحاسمة على الاسئلة الرئيسية التي تُطرح على الانسان الواعي: من هو خالق الوجود ومبدأه؟ ما هو مصير الحياة؟ ما هو السبيل لمعرفة النظام الافضل للحياة؟ أما النظام (الاحكام) الذي يمكن التعرف عليه من طريق الوحي فيمثل الايديولوجية المنبثقة في واقعها من الرؤية الكونية الالهية.
وللمعتقدات الاصلية لوازم وملزومات وتوابع وتفاصيل تؤلف بمجموعها النظام العقائدي للدين والاختلاف بين هذه المعتقدات كان السبب في ظهور الاديان والفرق والنحل والمذاهب الدينية المختلفة فالملاحظ ان الاختلاف في نبوة بعض الانبياء الالهيين وتعيين الكتاب المعتبر والمعتمد عليه كان السبب الرئيس في الاختلاف بين الدين اليهودي والمسيحي والاسلام ونجم منه الكثير من الاختلافات الاخرى في العقائد والاعمال بحيث لا يتلائم مع التوحيد وإن حاول المسيحيون تبرير هذه العقيدة وتوجيهها وكذلك الاختلاف في تعيين الخليفة بعد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وهل يلزم تعيينه وتنصيبه من الله تعالى أم من الناس كان هو السبب الرئيس في الاختلاف بين الشيعة واهل السنة في الاسلام. مخطط 1- ج.
اذن فالتوحيد والنبوة والمعاد تمثل العقائد الاساسية لكل الاديان السماوية ولكن هناك معتقدات اخرى نشأت اما من تحليل هذه المعتقدات أو انها من توابعها يمكن أن نعتبرها من العقائد الاصلية أيضاً ولكن وفق اصطلاح خاص فمثلاً يمكن ان نعتبر الايمان بوجود الله (الاصل الاول) والايمان بالتوحيد (الاصل الثاني) والاعتقاد بأصل النبوة من اصول جميع الاديان والاعتقاد بنبوة خاتم النبيين اصلاً اخر من اصول الدين الاسلامي وبعض علماء الشيعة اعتبر العدل –وهو من المعتقدات المتفرعة من التوحيد- اصلاً مستقلاً و(الامامة) وهي من لواحق النبوة اصلاً اخر وفي الواقع ان استعمال كلمة (الاصل) في مثل هذه المعتقدات خاضع للاصطلاح والمواضعة ولامجال للبحث والنزاع حوله. راجع مخطط 1- ج.
اذن فكلمة (اصول الدين) يمكن استعمالها في معنيين عام وخاص، الاصطلاح العام ما يقابل (فروع الدين) وقسم الاحكام ويشمل كل العقائد المعتبرة. والاصطلاح الخاص يختص بالمعتقدات الاساسية. ويمكن ان نطلق (اصول الدين) بصورة مطلقة دون تخصيصها بدين معين على العقائد المشتركة بين الاديان السماوية أمثال الاصول الثلاثة (التوحيد، النبوة، المعاد) أما لو أضفنا اليها بعض الاصول الاخرى فنطلق عليها (اصول الدين الخاصة) وكذلك بأضافة بعض المعتقدات المختصة بمذهب معين او فرقة معينة نطلق عليها (اصول الدين والمذهب) او (اصول العقائد لمذهب معين). مخطط 1- د.
[size=
21][/size]
]
[/size]
هذا وأسأل الله لي ولكم التوفيق في الدنيا والآخرة لما فيه الخير والصلاح.
وآخر دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين
وصلى الله تعالى على خير خلقه محمد وآله أجمعين
وصلى الله تعالى على خير خلقه محمد وآله أجمعين
تقبلوا تحيتي العطرة للجميع.....
