البحر.. إن أردت أن تصف البحر فستحتار في وصفه، وستجد أن كل إنسان يصفه من منظوره الخاص ، فقد يصفه الجغرافي على أنه مسطح مائي كبير ذو ماء مالح، ويصفه الأديب على أنه الملهم للشعراء والموقد للمشاعر، ويصفه البحار بأنه حقل العمل والحركة بلا حدود، ويصفه الغواص على أنه العالم الذي لا يعلم عنه الآخرون سوى القليل، وأنه عالم آخر بأنماط عديدة للحياة داخله. وقد ترى الشخص المرح ينظر إلى البحر ويصفه بأنه رمز للحيوية والابتهاج والتفاؤل، وينظر إليه اليائس على أنه رمز الموت والغرق والضياع، وهكذا كلٌ ينظر إليه كما يشاء على أن البحر في كل الأحوال واحد، وكذلك الحياة، إن أردتها مبهجة تجدها كذلك، وإن أردتها مظلمة كانت كذلك، وفي كل موقف أنت مخير بين اللون الأبيض الذي يكسوا الأحداث والأشخاص بالحسن، وبين اللون الأسود الذي يكسوهم بالقتامة. فبداخل كل منا طاقة خاصة تشكل كل شيء من حوله، قد تكون إيجابية أو سلبية ، وعلى كل حال أنت المسؤول عن تلك الطاقة وتوجيهها، وربما عليك أن تتعلم كيف توجه تلك الطاقة لصالحك، فهي إما طاقة إيجابية تدفعك للعمل والتطور والعيش باستقرار وألفة مع النفس والآخرين، وإما طاقة سلبية تدفعك للهلاك، وليس أقسى على المرء من أن تهلك نفسه وروحه ولن يفيد الجسد حينها ولو بقي.